المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
المهندس السعودي (واهندستاه)
المهندس السعودي (واهندستاه)
12-29-2011 04:18



من ملامح حضارات الشعوب العمارة مثل العمارة الإسلامية وروعتها في الأندلس وغيرها, وعادة ما يكون البناء وفن العمارة أحد الشواهد التاريخية لعظمة أي أمة أو حقبة من الزمن وهذا دليل لدور المهندسين وإبداعاتهم, الهندسية بكل فروعها وتخصصاتها وهي حجر الزاوية وأساس كل تكنولوجيا ابتداء من الطب وانتهاء بالصناعة, وقد كان ولا يزال لها الإسهامات لإسعاد البشرية, وقدمت كثيرا من الحلول التي تجعل الحياة سهلة وميسرة.
المهندس عندما يدرس الهندسة فإنه يدرس كثيرا من العلوم المهمة التي تجعل من فكره وقراراته أكثر دقة وترابطاً ورؤية مستقبلية وأمانا وفنا ويحتاج إلى دعم وإيمان بالدور الذي يقوم به، إضافة إلى توفير وتذليل الصعوبات كافة التي قد تدخله في متاهات إجهادات الحياة وتفقده التركيز والإبداع، لا سيما أن دائرة تأثيره لن تكون محدودة على شخصه بل ستشمل نواحي الحياة كافة ثم الوطن.
يجب أن نخرج من دائرة انتظار الكادر، فالكادر مهما احتوى لن يحل مشكلة المهنة ويكافئ المهندس على الأدوار التي يقوم بها ولن يراعي الفوارق، ولن يعزز الإبداع والتفوق وسنجد أنفسنا في حالة صدوره أمام إحباطات جديدة وتغيرات من الصعب حلها لأنه سيكون قد صدر ولا بد من سنوات للتطبيق حتى يتم التصحيح.
أعتقد المطلوب من الجميع وبالذات من هيئة الخبراء في مجلس الوزراء ومجلس الشورى وهيئة المهندسين تنويع البدائل والحوافز حسب نوعية العمل أو المهام أو الدور على أن تكون حوافز مجزية ماديا وليس عملية رمزية مع الأخذ في عين الاعتبار سعر المهنة في السوقين المحلية والعالمية بغض النظر عن تكاليف المعيشة أو المقارنة بالمهن الأخرى فنحن أمام مهنة تتحمل مسؤوليات مهمة وعظيمة وحساسة وأثرها يشمل الكل، ولا يمنع أن نأخذ بنظام النسب وخاصة في المشاريع والبرامج المحددة مقابل كفاءة وجودة الإنتاجية والإشراف فمن الممكن أن نخسر المليارات ونهدر وقت البلد والمال عندما نفرط في الإنتاجية والجودة وسرعة الإنجاز، وها نحن ندفع دون حساب على المكاتب الاستشارية التي أغلبها من المهندسين الوافدين لأن الجهاز الحكومي يعاني عجزا في الكوادر والكفاءات في جميع تخصصات الهندسة.
أتمنى لو أن هيئة المهندسين تقوم بإنشاء صندوق وشركة هندسية مغلقة للمهندسين بمساهمة الموظفين والمتقاعدين فقط وتقدم جميع الخدمات الهندسية من استشارات إلى تخطيط وتنفيذ وإشراف لجميع مشاريع الدولة لتعم الفائدة الجميع وتوفر للمهندسين مصادر دخل أخرى وتقدم مع الهيئة برامج التدريب المستمر والتأهيل والتصنيف وتوفر الرعاية الصحية والمهنية خاصة للمهندسين الجدد وتقدم القروض للمشاريع الصغيرة للمهندسين سواء مكاتب أو برامج أو مشاريع.
أعتقد أن انتظار أي أمر سواء كادر أو غيره عملية إضاعة للوقت والسنوات على حساب من يعملون في المهنة فالانتظار قاتل ولا يحل المشاكل بل الحل هو التنوع في الحلول وفرضها على أرض الواقع وبشكل سريع.


www.aleqt.com/2010/10/04/article_450681.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 313


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.