الموضوع تحت الدراسة!
12-29-2011 04:20
إذا أردت زحلقة أي موضوع فحوله للدراسة أو للجنة، هذه هي آلية الدفاع الشعورية للمديرين الموهوبين المتربعين على كراسي مؤسساتنا الحكومية، ويخصصون لها خانة خاصة في المذكرات الداخلية التي ترفق عادة بالمعاملات.
أولئك المديرون هم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن التفكير العلمي وأغلبهم يسمع بشيء اسمه دراسة وبحث وهو لم يقم به مرة في حياته, ولم يدرس يوماً ما أصول أو مناهج البحث العلمي, فأغلب أولئك المديرين من خريجي الثانوية أو الجامعة التي عادة لا يخصص لمناهج البحث فيها مواد مكثفة، يلي ذلك ممارسة كما يحدث للدارسين في الماجستير أو الدكتوراة، وبالتالي فإن هؤلاء المديرين عندما يسلك ذلك السلوك الإداري فهو خارج عن النطاق العلمي، ويتحول الموضوع إلى نوع من الفهلوة الإدارية للخروج من المأزق وحتى لا يلام على عدم اتخاذه قراراً تنفيذياً.
سياسة "امش في الظل, وابعد عن الشر وغني له, ومن خاف سلم" لا تصلح في ظل الظروف التي تعيشها المملكة من حيث النمو وتوافر الموارد، فهذه المرحلة تحتاج إلى مديرين تنفيذيين لديهم المعرفة والقدرة والكفاءة والعلم لكي يتخذوا القرار المناسب في الوقت المناسب.
هذه المرحلة تحتاج إلى مديرين أصحاب قرار وحوليهم بطانة من صانعي القرار الأكفاء، وأعتقد أننا لسنا بحاجة وليس لدينا المزيد من الوقت لتقبل شخصيات إدارية لا تحل ولا تربط يذكرونك بمثل الدجاج الصقع يتحكم في إرادتهم وقرارتهم مجموعة من الديكوك لها مناقير من حديد, مهمتهم إحالة الأشخاص التنفيذيين ومن يملكون المعرفة والقدرة والكفاءة إلى مستشارين لا يستشارون وهذه أيضا إحدى الآليات الدفاعية الشعورية للإحباط والقتل البطيء للقدرات الجيدة في مجتمعنا.
أعتقد أنه من الأفضل بدل اللف والدوران ومن باب إدارة الوقت والموارد الخروج من هذه الحلقات التناورية ما بين المسؤول غير الكفء وبين المستفيدين فمن كثر ما تحال المواضيع للدراسة وللجان تضيع المصالح بينهما ونطلع من سنة إلى سنة ومن ميزانية إلى ميزانية ومن خطة خمسية إلى أخرى .. نسمع عن أرقام وخطوط مكتوبة في مجلدات ولكن أغلبها للدراسة وحولت من لجنة إلى لجنة وهات يا زمن والحسابة بتحسب.
الناس أصبحوا أكثر وعيا ولم تعد تنطلي عليهم تلك الردود التخلصية التي يعتقد غالبية المسؤولين أنها تخلصهم من الضغوط الاجتماعية والحقوقية وتحمي استمرارهم على كراسيهم، وأنصحهم أن يتخلصوا من قوائم تلك الأعذار فالتاريخ لا يرحم، ويجب ألا تتحول وزاراتنا والمؤسسات العامة إلى مراكز للدراسة والأبحاث على حسابنا.
http://www.aleqt.com/2008/08/18/article_13294.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|