التدريب على تأكيد الذات


التدريب على تأكيد الذات
12-19-2011 07:04
رغم أن تقنية ازالة التحسس المنهجية هي أكثر الطرق شيوعا واستخداما في ازالة عادات استجابة القلق الاشراطية الكلاسيكية فإن تقنية تاكيد الذات هي التي مورست في عهد باكروتبل التقنية الأولى ( ازالة التحسس المنهجية ).
ان التدريب على هذه التقنية سهل نسبيا في التعليمات والتطبيق وتؤدي ( اذا ما طبقت في حالاتها الملائمة ) الى تبدل سلوكي هام خلال حقبة تدريبية لا تتعدى مدتها عدة أسابيع.
ان التدريب على هذه التقنية هو احدى الوسائل العلاجية السلوكية لازالة الاشراط الخاص بعادات استجابات القلق اللاتكيفية البيشخصية ( المخاوف الاجتماعية ) ازاء سلوكيات الاشخاص الاخرين ( الحذف من الكلام امام الناس او من النقد او عدم القبول) ويكون ذلك بالتعبير عن الانفعالات وتاكيد الذات. فاستجابات القبول والمحبه والاعجاب والغضب او التوتر تناهض هذه المخاوف الاجتماعية مناهضة قوية.. وان هذه الاستجابات التعبيرية التي يتكلم الفرد الخجول الافصاح عنها فإنها تزيد من سلوكه الحركي فالقلق المتزامن الموجود مع هذه الانفعالات الايجابية الحركية يكون معيده التثبيط والضعف والاعداد. أي بتعبير آخر الاستجابات الانفعالية الايجابية الحركية تثبط القلق كما سبق ورأينا في التنشيط الخارجي.
يفيد هذا النوع من التدريب في كل المواقف التي يكون فيها المريض مثبطا من القيام بفعل نتيجة وجود خوف اجتماعي عصبي ونعد مره هذه المواقف الخوف من عدم التعبير عن شكوى سواء الطعام في مطعم او السكون عن استلاب الدور من قبل شخص اخر في صف لقطع تذاكر ركوب الباص او الخوف من الكلام خشية النقد او عدم القبول.. أي كافة سلوكيات مشاعر النقص وعدم الكفاية الشخصية والسلوكيات المتجنبه.
ان استجابات القلق البيشخصية تقود احيانا الى توجيه الدوافع الفطريه الغريزية الى سلوكيات لا تكيفيه كاللوطيه والانحرافات الجنسية والميل للاتصال الجنسي نحو الاولاد والفتشيه او الاستعراض ( اظهار العوة للناس ).
ان كثير من الانحرافات الجنسية لا يمكن تصحيحها باعلاج المباشر للانحراف إلأ اذا تم ازالة الدافع العصابيه البيشخصية المسببه لهذا الانحراف.
قبل البدء بتدريبها لزبون المتعالج على استراتيجية تاكيد الذات يتعين على المتدرب قبول العقلانية ومنطق هذه الاستراتيجية في بعض الاحيان نجد ان الاذعان لرغبات وحاجات الاخرين يرتبط بفلسفة عامة اجتماعية مقبولة خلقيا في تقديم مصالح الغير على مصلحة الفرد الشخصية .. مثالنا ذلك الشخص المتدني الراي يكرر رغباته ومصالحه ويفضل مصالح الغير على مصالحه.. ومثل هذا النزوع نجده عند اصحاب الشعائر الدينية وهم قلة عادة .
اما في الاحوال العادية فان قبول رغبات الغير والرضوخ لسلوكيات الناس على حساب نزوعات الفرد ومصالحه بعد هذا كرما عصابيا سببه ضعف الذات والخجل ومشاعر النقص الحرامية الى استرضاء الناس وانتزاع قبولهم كهدف.
فانت عندما تقبل اراء الناس ظاهرا ولكنك ترفض ذلك في اعماق نفسك هذا القبول ولا تتجرأ على التعبير عن هذا الرفض فانت تعاني من مشاعر النقص والقلق الاجتماعي. وفي هذه الحالة تحتاج الى علاج تاكيد الذات الذي يدربك على مواجهة الناس وان تتولى كلا عندما تجد ما يعرضونه عليك يتنافى مع مصلحتك أي ان تتدرب ان تقول ( لا ) في كل موقف يتنافى مع رغباتك ومصالحك ومنظومة ومعتقداتك بدون ان تابه الى تقديم الناس لك لهذا الرفض الذي يصدر عنك.
ان الاسئلة التالية تبرز فيما اذا كان المريض يحتاج الى علاج تاكيد الذات ام لا.
1. كيف تتصرف اذا اتضح لك انه بعد ان اشتريت سلعة من معرض ودفعت ثمنها وجدت ان الدراهم لا تكفي؟
2. ماذا تفعل اذا وجدت ان السلعة التي اشتريتها وعدت بها الى الدار كانت معيوبه؟
3. ماذا تفعل اذا اندس احد الناس فاخذ دورك في الصف؟
4. ماذا تفعل اذا وجدت صاحب المعرض وهو يتعامل مع احد الزبائن يسبقك في الصف ثم جاء شخص اخر واخذ دورك وبعدها تعامل صاحب الحانوت مع هذا الحدث متجاهلا حقك في هذا الدور؟
5. كيف تتصرف اذا طلبت وانت في المطعم دجاجا مشويا على الفحم واذا بك تجد ان النادل ( الجارسون ) المكلف بخدمتك على الطاولة جلب لك دجاجا مقليا وليس مشويا ؟
في جميع هذه المواقف يتعين على الفرد ان يتمسك بحقه ويناهض هذا التطاول من قبل الاخرين ولكن بشكل مقبول اجتماعيا واذا افاد الفرد على جميع الامثله السابقة بعكس ذلك فمعنى هذا انه يحتاج الى التدريب على تاكيد الذات.
لنعاين هذا الحوار التالي في التدريب على تاكيد الذات:
المعالج: ماذا تفعل اذا كنت واقفا في دورك لقطع تذكرة دخول سينما وجاء شخص واخذ دورك ؟
المريض: لا افعل شيئا.
المعالج: اذن ماذا تشعر؟
المريض: اشعر بالغضب يشتعل في داخلي.
المعالج: ولكن لماذا لا تفعل شيئا ؟
المريض: اخاف من امس مشاعره.
نرى في هذا الحوار كيف ان الخوف من ازعاج هذا الدخيل هو الذي يمنع المريض من اتخاذ اجراء يعترض فيه على هذا التعدي.
وهنا يتعين على المعالج ان يدرب المريض على تحويل هذا الغضب نحو الخارج بدفعه الى التعبير عن غضبه بسولك اجتماعي مناسب ومثل هذا التعبير يثبت استجابة القلق والخوف وينعكس ذلك على المريض بمشاعر احترام الذات.
المعالج: ان الناس يستفيدون من هذه السلبية التي تبديها نحوهم فالرجل الذي اخذ دورك استفاد من سلبيتك وعدم تعبيرك والمطالبة بحقك. يجب عليك الا تسمح له بذلك. عليك ان تقول له التالي: لطفا هل تتفضل باخذ دورك في هذا الصف. ففي فعلك هذا انت تعبر عن غضبك الذي اثاره فضاضة هذا الرجل وانانيته ولكن بأسلوب اجتماعي مؤدب وفي كل مرة تلجأ الى مثل هذا السلوك التاكيدي تتبط القلق.
مع تشجيع المعالج على التصرف بمثل هذا المسلك في علاقاتهم البيشخصية نجد ان تبديل السلوك قد حدث عند المريض خلال فترة ليست طويلة فتلاشى القلق الاجتماعي السلبي وسلوكيات التجنب واصبح اكثر قدرة على تاكيد ذاته ومواجهة الناس بثقة بالنفس وانحسار الخوف البيشخصي.
ان لعبة الدور التخيلي او الواقعي الميداني بإعطاء المريض تدريبات على تاكيد الذات في مواقف حياتية مفترضة او حقيقية لانجازها كوظائف هي هامة في تبديل السلوك السلبي.


خدمات المحتوى


مقالات

إعلان

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.